مسجد "الحنفي" من المذهب الحنفي في القرن الـ17 إلى المذهب المالكي حاليا
المسجد الجامع "الحنفي التركي" الأثري الذي يحمل اسم الإمام المرحوم "مصطفى اسطنبولي" فبني سنة 1750 ميلادية من طرف العثمانيين لأداء الصلاة وفقا للمذهب الحنفي، ليتحول حاليا إلى المذهب المالكي المنتشر في المغرب العربي.
ولهذا للمسجد مدخل واحد يتوسط النافذتين اللتين تحولتا إلى بابين إضافيتين بسبب ارتفاع عدد المصلين، كما هيئت قاعة صلاة إضافية (سدة) لنفس الغرض، أما قاعة الصلاة المركزية فبها أربعة أروقة تقسمها ثلاثة صفوف من الأعمدة ذات تيجان من الطراز الحمادي، وفي كل صف خمسة أعمدة.
ويتميز المسجد أيضا بعقود من طراز العقد المنكسر الشائع استعماله في العمارة الإسلامية بالجزائر كتلك المستعملة في مسجد تنس ومسجد قسنطينة والمسجد الكبير بتلمسان، وبالنسبة للزخرفة فهي منعدمة تماما إلا الزليج الموجود فوق إطار الباب الأصلي، وهو زليج ذو لون أخضر وأبيض على شكل خط منكسر وكتابة بالتركية تمجد أعمال ودور الداي حسين باشا، في إعادة ترميم المساجد بهذه المدينة وهي مؤرخة بتاريخ 1828. أما الصومعة فهي ذات ثمانية أضلاع مثل صومعة جامع السفير بالجزائر العاصمة وطولها يمتد إلى حوالي 35 متر.
وتتميز بيت الوضوء بوجود وسطها فوارة رخامية أصلية، ومن بيت الوضوء يتم الصعود إلى قاعة الصلاة التي تتسع لحوالي أربعمائة مصلي عن طريق درج. غير أن هذين المعلمين الأثريين تعرضا لعدة تغييرات في بنيتهما الأصلية، بسبب الزلزال الذي ضرب مدينة البليدة عام 1825 م وهدم جزءا كبيرا من بناياتها، والملاحظ أن التدخلات خلال عملية الترميم والتصليح بهاتين المنشأتين لم تتم وفق ما ينبغي حفاظا على طابعهما الأصلي، كما علم من الوكالة الوطنية للآثار وحماية المعالم والنصب التاريخية، ويوجد بولاية البليدة نحو 600 مسجد من أضخمها مسجد "الكوثر" الذي يعلو مدينة الورود، والذي يسع لحوالي 6000 مصلٍ بالإضافة إلى مسجد "الشيخ محمد بن جلول" الذي يتوسط المدينة.
ربورتاج رائع لقناة نوميديا عن مسجد الحنفي
Post a Comment